٢٢ بهمن ١٤٠٣: رسالة وحدة الشعب الإيراني في مواجهة التهديدات الغبية من الأعداء
كلمات قائد الثورة الإسلامية في لقاء مع العلماء، المتخصصين والمسؤولين في صناعة الدفاع في البلاد

بسم الله الرحمن الرحیم
الحمد لله ربّ العالمین و الصّلاه و السّلام علی سیّدنا و نبیّنا ابیالقاسم المصطفی محمّد و علی آله الأطیبین الاطهرین المنتجبین سیّما بقیّه الله فی الارضین.
مرحباً بكم جميعاً، أخواني الأعزاء، أخواتي العزيزات. أولاً، أهنئكم بمناسبة ولادة الإمام المهدي (عليه السلام)، التي هي بحق عيد عالمي وإنساني. إن بشرى العدالة، والأمل في استقرار العدالة، كانت دائماً من مطالب البشر وأمانيه عبر التاريخ. لا يوجد فترة في تاريخ البشرية لم يكن فيها الناس يتطلعون إلى العدالة ولم يكن لديهم أمل في ظهور المنقذ. هذا الأمل، وفقاً لتعاليم الشيعة، سيتحقق بلا شك. بالطبع، الشيعة وغيرهم لا يشكون في أصل ظهور الإمام المهدي (عليه السلام)، جميعهم يتفقون على ذلك، لكن الخصوصية الشيعية تكمن في معرفة الإمام المهدي (عليه السلام) باسمائه وأسمائه العائلية. نأمل أن تفتح أعيننا لرؤية هذا الإمام العظيم.
وأهنئكم أيضاً بذكرى 22 بهمن. إن 22 بهمن هو عيد كبير حقاً لشعبنا، ولتاريخنا. كل من كان مطلعاً على وضع إيران قبل الثورة وفي عهد الشاه يعرف تماماً أن “الثورة” كانت عيداً كبيراً وتاريخياً لشعب إيران؛ وأن شعبنا يكرم هذا العيد. لا يمكنكم رؤية مثل هذا الحدث في أي مكان آخر في العالم. الثورات الكبرى حدثت في العالم، لكن أن تكون هناك ثورة تحدث في وقت معين بحيث بعد 46 سنة، يأتي الشعب في هذا اليوم – ليس القوات المسلحة أو الحكومة – ولكن عامة الناس يخرجون إلى الشوارع ليروا أنفسهم، يعبّرون عن ولائهم، يظهرون فرحتهم ويحتفلون به، هذا أمر خاص بإيران الإسلامية.
وحتى ذكرى 22 بهمن الأخيرة كانت واحدة من أبرز احتفالات الثورة. يوم الاثنين، خرج الشعب ليهتف ويعبر عن آرائه في الشوارع وفي الإعلام، وقد حدث هذا في جميع أنحاء البلاد، كان هذا حركة جماهيرية كبيرة؛ ففي ظل هجوم الإعلام المعادي وفي الحرب النفسية المستمرة ضد 22 بهمن وضد صاحبه (الشعب الإيراني)، أظهر الشعب الإيراني هويته وشخصيته وقدرته في مواجهة التهديدات. وهذا الحدث الكبير أظهر وحدة الشعب الإيراني. إضافة إلى ذلك، كانت كلمات الرئيس واضحة وصادقة وأعطت الأمل للشعب.
أما المعرض الذي قمنا بزيارته اليوم، فقد كان من أفضل المعارض التي شهدتها على الإطلاق. لقد قدم هذا المعرض جزءاً من المجاهدات العظيمة التي تُبذل في مجال الدفاع عن البلاد. كل واحد منكم وكل من يعمل في المؤسسات الدفاعية، سواء في صناعة الدفاع أو في أي جهاز آخر، له دور في هذه الإنجازات. نحن نشكر كل واحد منكم، ويجب على الشعب الإيراني أن يشكركم جميعاً. قضية الدفاع عن الشعب والأمن ليست أمراً صغيراً.
اليوم، قوة الدفاع لدينا أصبحت محط فخر. إيران اليوم تتمتع بقدرة دفاعية أصبحت مرموقة، ودولنا الصديقة تفخر بهذه القوة الدفاعية، بينما أعداؤنا يخشون منها. هذا أمر بالغ الأهمية لدولة وأمة. ما كان في الماضي أن هناك قوى متغطرسة في العالم تقول لنا: “لا نبيعكم”. كانوا يقولون صراحة “لن نبيع لكم”، وكانوا يمنعون حتى من يرغب في بيع الأسلحة لنا. لكن اليوم، نفس هذه القوى المتغطرسة تقول لنا: “لا تبيعوا”. هذا التغيير الكبير بين “لن نبيع” و”لا تبيعوا” هو ثمرة جهودنا. العلماء، المبدعون، العاملون، ويد شبابنا، استطاعوا أن يسدوا هذه الفجوة. واليوم، وضعنا الدفاعي جيد بحمد الله.
النقطة الأولى التي أود التأكيد عليها هي أن هذه الإنجازات قد رفعت من قوتنا الدفاعية، ولكن هذا لا يعني أننا يجب أن نكتفي بذلك. لأننا بدأنا من الصفر، مع أننا بذلنا جهوداً كبيرة، لكننا لم نصل إلى خط المقدمة في العديد من المجالات. يجب أن نصل إلى خطوط المقدمة، لأن أعداءنا موجودون هناك. ونحن في القرآن نجد الدرس: “وأعدوا لهم ما استطعتم”. كلمة “ما استطعتم” مهمة للغاية؛ معناها هو أن نكون مستعدين بكل ما استطعنا.
النقطة الثانية هي أنه يجب أن نواصل الابتكار. يجب أن نركز على الابتكار، لأن الإبداع لا حدود له. ليس كافياً أن نصنع ما صنعه الآخرون أو نطور ما أوجدوه، بل يجب أن نبحث عن ما لم يفعله الآخرون. العلم يقدم لنا فرصاً لا تعد ولا تحصى؛ هناك الكثير من الأمور في الطبيعة التي لم نكتشفها بعد.
النقطة الثالثة تتعلق بالأبحاث الجامعية؛ يجب أن تُركز هذه الأبحاث على تلبية احتياجاتنا الدفاعية. في بعض الجامعات، يركز الأساتذة والباحثون على كتابة المقالات دون الاهتمام بتلبية احتياجات البلاد. يجب أن تكون الأبحاث مركزة على سد الفجوات في حاجاتنا الدفاعية.
وأخيراً، يجب أن نشكر الله على النعم التي نتمتع بها. هذا التفوق، وهذه القدرات، هي نعمة من الله، ويجب أن نستخدم هذه النعم في خدمة وطننا وأمتنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.